كو وبوبكا يتنافسان على رئاسة الاتحاد الدولي لالعاب القوى
يتنافس اسطورتا العاب القوى العداء البريطاني سيباستيان كو البطل الاولمبي السابق والاوكراني سيرغي بوبكا بطل العالم والالعاب الاولمبية على منصب رئيس الاتحاد الدولي في سباق حامي الوطيس لخلافة السنغالي لامين دياك (82 عاما) بعد 16 عاما امضاها في منصبه وذلك في اليوم الاول من اجتماعات الجمعية العمومية الاربعاء في بكين. ويتوقع النقاد منافسة قوية بين ابرز رياضيي ام الالعاب وان يكون الفارق بين الفائز والخاسر قليلا جدا، علما بان 214 اتحادا وطنيا سيشاركون في عملية التصويت. وتجري الانتخابات في وقت يمر فيه الاتحاد الدولي لالعاب القوى، شأنه في ذلك شان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قبل اشهر، في اوقات حرجة وسط اتهامات بتغطيته العديد من حالات المنشطات. وكانت القناة الالمانية "اي ار دي" وصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية كشفتا ان الثلث من اصل 146 رياضيا نالوا ميداليات عالمية واولمبية بين 2001 و2012 في سباقي 800 م والماراتون، يمثلون "حالات مشبوهة". وركزت القناة الالمانية اتهاماتها في وثائقي استندت اليه صنداي تايمز ايضا، على 12 الف عينة دم اخذت بين 2001 و2012 من قبل الاتحاد الدولي وعلى الباحثين الاستراليين مايكل اشيندن وروبن باريسوتو اللذين اكتشفا طريقة الكشف عن مادة الايبو المحظورة. بثت "اي ار دي" وثائقيا يتحدث عن منشطات في العاب القوى الروسية والكينية، وذلك قبل 3 اسابيع فقط من اقامة بطولة العالم لالعاب القوى في بكين (22 الى 30 آب/اغسطس الحالي). واكدت هذه الاتهامات انه رغم تأكيد الرسميين الروس على نظافة العاب القوى في بلادهم، "لا يزال الرياضيون المتنشطون والمحرضون لهم في حماية دائمة". ووصف الاتحاد الدولي لالعاب القوى هذه الادعاءات بـ"الخادعة وهدفها الاثارة"، مضيفا: "الشك وحده لا يشكل برهانا على التنشط". وبالعودة الى المعركة الانتخابية، فان بوبكا (51 عاما) يخوض غمار السباق الرئاسي وعلى منصب نائب الرئيس ايضا. ويبدو البرنامج الانتخابي لكل من المرشحين متشابها باستثناء وجهتي نظر مختلفتين في ما يتعلق بطريقة مكافحة المنشطات، حيث يؤكد كو (58 عاما) ضرورة خلق هيئة مستقلة، في حين يفضل بوبكا الاستمرار في العمل مع منظمة مكافحة المنشطات العالمية (وادا). ويملك المرشحان خبرة كبيرة في الادارة الرياضية، فبوبكا يشغل مناصب هامة في الاتحاد الدولي منذ عام 2001، وعين نائبا للرئيس اعتبارا من عام 2007. كما انه يترأس اللجنة الاولمبية الاوكرانية منذ عام 2005 وهو عضو في اللجنة الاولمبية الدولية منذ عام 1999. وكان بوبكا ترشح ايضا لمنصب رئيس اللجنة الاولمبية الدولية عام 2013 لكنه خسر السباق امام الالماني توماس باخ. ويؤكد بوبكا انه يسعى خلف رئاسة الاتحاد الدولي لخدمة "اللعبة الاحب الى قلبي"، مضيفا انه سيبذل "قصارى جهده من اجلها فهي التي جعلتني اعيش"، واعدا بالتفرغ الكامل لادارة شؤونها. ويبدي بوبكا ارتياحه الى "خريطة الطريق" التي يعتمدها في حملته، موضحا انه يحظى بدعم كثيرين ومنذ مدة طويلة لتولي رئاسة الاتحاد الدولي، مشددا على ان الفوز يعني بالنسبة له اشراك الاتحادات الوطنية الـ214 في القرار والوقوف على حاجاتها ومرئياتها حول سبل التطوير المنشودة. ويعتبر كل عضو مساهم في حركة الاتحاد الدولي، وبالتالي يمكنه طرح هواجسه وتبادل الافكار. ومن ضمن برنامجه ايضا، اطلاق نداء "استغاثة" وتعاضد واشراك المؤسسات العلمية والخبرات والحكومات في مكافحة المنشطات، "اذ لا تسامح ابدا في هذا المجال"، مؤكدا ان الجواز البيولوجي سلاح فاعل لكنه لا يكفي لوحده. ويتفق مع كو انه لا يجوز ان تعطى وصفات طبية كيفما اتفق، جازما ان "عهده" سيتسم بشفاية مطلقة من خلال تطبيق حازم للنظام في مختلف المجالات. اما كو فبعد انجازاته على ارض المضمار، دخل المعترك السياسي وانضم الى حزب المحافظين في بريطانيا وقد انتخب نائبا في مجلس العموم البريطاني عن دائرة فالموث وكامبورن. وبعد خسارته الانتخابات في دورة 1997 عمل مستشارا شخصيا لزعيم حزب المحافظين آنذاك وليام هيغ الذي ازيح عن زعامة الحزب لاحقا. اظهر كو براعة في ادارة اعماله وصار العداء الاكبر دخلا بين عدائي المسافات المتوسطة. ومنحته الملكة اليزابيت الثانية لقب لورد. ويعود له الفضل الاكبر في فوز لندن باستضافة الالعاب الاولمبية الصيفية للمرة الثالثة، بعدما تولى رئاسة لجنة الترشح واعاد حظوظ العاصمة البريطانية من بعيد، ثم ترأس اللجنة المنظمة للالعاب. ويقول كو عن اسباب ترشحه لمنصب الرئيس "اعتقد بانني جنيت من الخبرة في مسيرتي الرياضية والادارية ما يخولني الترشح لهذا المنصب. اعتقد بان ترشحي لمنصب الرئيس طبيعي جدا خصوصا بعد النجاحات التي حققتها اكان على رأس ملف ترشيح لندن لاستضافة الالعاب الاولمبية الصيفية عام 2012، او بصفتي رئيسا للجنة المنظمة بعد ذلك، وهذا ما دفعني للتقدم بترشيحي كما اني اعشق رياضة العاب القوى ولدي العديد من الافكار التي امل في تنفيذها في حال تم انتخابي". واعتبر ان من اولوياته اجراء تعديلات على روزنامة العاب القوى وجعل اللعبة اكثر جذبا للشبان وقال في هذا الصدد "بالنسبة الى كثيرين من عائلة العاب القوى، تفتقد روزنامة الالعاب الى الابتكار والخيال لبناء اثارة وجلب اهتمام اكبر من انصارها". واضاف "يجب ان نقوم بمشاريع جديدة ونقدمها بافضل طريقة ممكنة الى العالم في الملاعب وعلى الشاشة وان نهتم اكثر باطلاق برنامج "العاب القوى في الشوارع". واوضح "العاب القوى هي ام الالعاب في الدورات الاولمبية وتملك اكبر عدد من الاتحادات الوطنية (214 اتحادا مقابل 209 للاتحاد الدولي لكرة القدم)، وبالتالي يجب ان نعيد الهيبة اليها ونضعها في المكان الصحيح". المرشحون العرب ترشح على منصب نواب الرئيس سبعة اشخاص (المطلوب اربعة) بينهم القطري دحلان الحمد رئيس الاتحادين القطري والاسيوي للعبة. في المقابل ترشح 39 شخصا (المطلوب 9 مقاعد) للمكتب التنفيذي بينهم ستة عرب هم: القطري دحلان الحمد، السعودي الامير نواف بن محمد، الاماراتي احمد الكمالي، المغربية نوال المتوكل، التونسي فتحي حشيشة والجزائري عمر بوراس. :